حال وحال
تراودني في بعض الأحايين فكرة الصلاة في محراب ذاتي ، غير أنني سرعان ما أجتث الفكرة من تربة تفكيري ، لم أعد أفكر في السماء كما كنت سالفا ، مأذنة خشوعي كسرتها رياح الزمن العاتي ، ومصلى خنوعي أتى عليه بحر تعاستي . جلست في واحة فراغي ووحدتي ، واضعا كفاي في جيوب ألمي ، ، متأملا في واقع يأسي ، ساخطا على سر شقوتي ، لاعنا همي الذي لاحقني ولا زال يلاحقني منذ ماض سحيق . من أعماق اللاشعور جاءتني ذبذبات فكرة ، لما لا أقوم فأخلق من بؤرة الهم والغم ، عالم الفرح والسعادة ؟ كانت الفكرة رثة بالية ، ولكن سرعان ما أخذت نصيب الأسد من قطيع أفكاري المستنفرة ، عدت إلى محراب العبادة لأعبد بذاتي في ذاتي ، تاركا صخب التفكير وراء ظهري ، عازما على عبور قنطرة " العبور " كما سماها أرسطو ، لن أكون سيزيفا إذا قطعتها ، ولن أكون برميثيوسا إذا عبرتها ، لكنني أبقى دائما رهين سجن محرابي . فجأة هبت علي صيحات من أعماق اللاشعور أن تشجع واقتحم قلعة الشهامة ، لا تكن كمن رضعوا بلبان الخوف ، ومن وضعوا عنهم لباس الشجاعة ، لا تكن ممن التفوا بلفاف الجبن ، هيا اغترف من كوثر الإقدام ، وتحرك إلى الأمام . تحركي لم يكن إلى الأمام ، وإنما كان تحركا إلى القوة الخفية العظيمة ، القادرة على حمايتي وأنا في غابة الحياة الشاسعة ، هي القوة الوحيدة الذائدة على فرحتي وسعادتي . انبجس لي ضوء بيت شعري مقطوع من فلذة كبد الحقيقة الصادقة :
يا صاحب الهم إن الهم منفرج **** أبشر بخير فإن الفارج الله
تقدمت بكل حزم وعزم ، قاطعا فيافي حياتي الشاسعة ، حاملا معي لافتة كتب عليها :
دع الأمور تجري في أعنتها**** ولا تبيتن إلا خالي البال
فما بين غمضة عين واتباهتها**** يغير الله من حال إلى حال
تراودني في بعض الأحايين فكرة الصلاة في محراب ذاتي ، غير أنني سرعان ما أجتث الفكرة من تربة تفكيري ، لم أعد أفكر في السماء كما كنت سالفا ، مأذنة خشوعي كسرتها رياح الزمن العاتي ، ومصلى خنوعي أتى عليه بحر تعاستي . جلست في واحة فراغي ووحدتي ، واضعا كفاي في جيوب ألمي ، ، متأملا في واقع يأسي ، ساخطا على سر شقوتي ، لاعنا همي الذي لاحقني ولا زال يلاحقني منذ ماض سحيق . من أعماق اللاشعور جاءتني ذبذبات فكرة ، لما لا أقوم فأخلق من بؤرة الهم والغم ، عالم الفرح والسعادة ؟ كانت الفكرة رثة بالية ، ولكن سرعان ما أخذت نصيب الأسد من قطيع أفكاري المستنفرة ، عدت إلى محراب العبادة لأعبد بذاتي في ذاتي ، تاركا صخب التفكير وراء ظهري ، عازما على عبور قنطرة " العبور " كما سماها أرسطو ، لن أكون سيزيفا إذا قطعتها ، ولن أكون برميثيوسا إذا عبرتها ، لكنني أبقى دائما رهين سجن محرابي . فجأة هبت علي صيحات من أعماق اللاشعور أن تشجع واقتحم قلعة الشهامة ، لا تكن كمن رضعوا بلبان الخوف ، ومن وضعوا عنهم لباس الشجاعة ، لا تكن ممن التفوا بلفاف الجبن ، هيا اغترف من كوثر الإقدام ، وتحرك إلى الأمام . تحركي لم يكن إلى الأمام ، وإنما كان تحركا إلى القوة الخفية العظيمة ، القادرة على حمايتي وأنا في غابة الحياة الشاسعة ، هي القوة الوحيدة الذائدة على فرحتي وسعادتي . انبجس لي ضوء بيت شعري مقطوع من فلذة كبد الحقيقة الصادقة :
يا صاحب الهم إن الهم منفرج **** أبشر بخير فإن الفارج الله
تقدمت بكل حزم وعزم ، قاطعا فيافي حياتي الشاسعة ، حاملا معي لافتة كتب عليها :
دع الأمور تجري في أعنتها**** ولا تبيتن إلا خالي البال
فما بين غمضة عين واتباهتها**** يغير الله من حال إلى حال