امتحان في مادة الفلسفة
نونبر 2009
الموضوع
الموضوع:
«الإنسان هو أولا ما صمم أن يكون عليه كمشروع ، وليس ما أراد أن يكون ، لأن ما نعنيه عادة بالإرادة هو القرار الواعي ، وهو بالنسبة إلى الأغلبية منا لاحق بوجوده لما صنعه بنفسه . فيمكنني أن أريد الانتماء إلى أحد الأحزاب، أو تأليف كتاب أو الزواج، فإن ذلك كله ليس إلا مظهرا من مظاهر اختيار أكثر عراقة وتلقائية مما نسميه إرادة. فان كان الوجود يسبق حقيقة الماهية ، فالإنسان مسؤول عن وجوده الذي هو عليه . وهكذا فان أول ما تسعى الوجودية إليه هو أن تجعل كل إنسان مالكا لوجوده ، وأن تحمله المسؤولية الكاملة عن وجوده . وحينما نقول إن الإنسان مسؤول عن ذاته ، فإننا لا نعنى بذلك أنه مسؤول عن ذاتيته فحسب ، بل إننا نعني أيضا أنه مسؤول عن جميع الناس...
وحينما نقول إن الإنسان يختار ذاته، فإننا نعني أن كل فرد منا يختار ذاته، ونحن لا نعني بذلك أنه يختار لنفسه فحسب، بل هو يختار أيضا لجميع الناس. والواقع أنه ليس ثمة فعل من أفعالنا لا يكون من شأنه، حين يبدع الإنسان الذي نريد أن نكونه، أن يبدع في الوقت نفسه صورة للإنسان على نحو ما نريده على أن يكون. فأن نختار أن نكون هذا الإنسان أو ذاك ، هو أن نؤكد في نفس الوقت قيمة اختيارنا ، لأننا لا نستطيع أبدا أن نختار الشر. إن ما نختاره هو دائما الخير ، ولا شيء يمكن أن يكون حسنا بالنسبة إلينا إن لم يكن حسنا بالنسبة إلى الجميع . ومن ناحية أخرى، إذا كان الوجود يسبق الماهية، وان كنا نريد أن نوجد بنفس الوقت الذي نصنع فيه صورتنا، فان هذه الصورة تصبح صالحة للجميع ولعصرنا برمته. وإذن فان مسؤوليتنا لهي في الحقيقة أعظم بكثير مما نظن، لأنها تلزم الإنسانية بأسرها...
فإذا أردت أن أتزوج - وهذا الشأن شخصي أكثر- وأن أنجب أطفالا، وحتى إذا كان هذا الزواج متوقفا فقط على وضعي الخاص وعلى هواي أو رغبتي، فان ذلك لا يلزمني وحدي بل يلزم الإنسانية جمعاء بالسيّر معي على طريق الزواج الأحادي. ومعنى هذا أنني مسؤول أمام نفسي وتجاه الآخرين ، وأنا أبدع صورة خاصة للإنسان أتخيرها لنفسي.و إذ أختار لنفسي، فإنني اختار الإنسان. ››
حلل النص وناقشه
نونبر 2009
الموضوع
الموضوع:
«الإنسان هو أولا ما صمم أن يكون عليه كمشروع ، وليس ما أراد أن يكون ، لأن ما نعنيه عادة بالإرادة هو القرار الواعي ، وهو بالنسبة إلى الأغلبية منا لاحق بوجوده لما صنعه بنفسه . فيمكنني أن أريد الانتماء إلى أحد الأحزاب، أو تأليف كتاب أو الزواج، فإن ذلك كله ليس إلا مظهرا من مظاهر اختيار أكثر عراقة وتلقائية مما نسميه إرادة. فان كان الوجود يسبق حقيقة الماهية ، فالإنسان مسؤول عن وجوده الذي هو عليه . وهكذا فان أول ما تسعى الوجودية إليه هو أن تجعل كل إنسان مالكا لوجوده ، وأن تحمله المسؤولية الكاملة عن وجوده . وحينما نقول إن الإنسان مسؤول عن ذاته ، فإننا لا نعنى بذلك أنه مسؤول عن ذاتيته فحسب ، بل إننا نعني أيضا أنه مسؤول عن جميع الناس...
وحينما نقول إن الإنسان يختار ذاته، فإننا نعني أن كل فرد منا يختار ذاته، ونحن لا نعني بذلك أنه يختار لنفسه فحسب، بل هو يختار أيضا لجميع الناس. والواقع أنه ليس ثمة فعل من أفعالنا لا يكون من شأنه، حين يبدع الإنسان الذي نريد أن نكونه، أن يبدع في الوقت نفسه صورة للإنسان على نحو ما نريده على أن يكون. فأن نختار أن نكون هذا الإنسان أو ذاك ، هو أن نؤكد في نفس الوقت قيمة اختيارنا ، لأننا لا نستطيع أبدا أن نختار الشر. إن ما نختاره هو دائما الخير ، ولا شيء يمكن أن يكون حسنا بالنسبة إلينا إن لم يكن حسنا بالنسبة إلى الجميع . ومن ناحية أخرى، إذا كان الوجود يسبق الماهية، وان كنا نريد أن نوجد بنفس الوقت الذي نصنع فيه صورتنا، فان هذه الصورة تصبح صالحة للجميع ولعصرنا برمته. وإذن فان مسؤوليتنا لهي في الحقيقة أعظم بكثير مما نظن، لأنها تلزم الإنسانية بأسرها...
فإذا أردت أن أتزوج - وهذا الشأن شخصي أكثر- وأن أنجب أطفالا، وحتى إذا كان هذا الزواج متوقفا فقط على وضعي الخاص وعلى هواي أو رغبتي، فان ذلك لا يلزمني وحدي بل يلزم الإنسانية جمعاء بالسيّر معي على طريق الزواج الأحادي. ومعنى هذا أنني مسؤول أمام نفسي وتجاه الآخرين ، وأنا أبدع صورة خاصة للإنسان أتخيرها لنفسي.و إذ أختار لنفسي، فإنني اختار الإنسان. ››
حلل النص وناقشه